HOPE
عدد الرسائل : 65 العمر : 34 العمل/الترفيه : STUDENT المزاج : مروقة الحمد لله السٌّمعَة : 0 نقاط : 153 تاريخ التسجيل : 21/09/2010
| موضوع: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 10:46 pm | |
| غض البصر وقاية ونجاة
لقد أسبغ الله عز وجل علينا نعماً ظاهرة وباطنة لا تعد ولا تحصى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، ولا شك أن من أعظم وأشرف تلك النعم نعمة البصر، قال تعالى: (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)، ومن عظيم قدرها أن الله أبدل من سلب منه عينيه الجنة إذا صبر على ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، ثم صبر، عوضته منهما الجنة). رواه البخاري.
فنعمة البصر من أعظم النعم إذا استخدمها العبد في طاعة الله سبحانه، أما إذا استخدمها في معصية الله، فإنها تكون سبباً للحسرة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، فإطلاق البصر فيما حرم الله أصل لكل فتنة، ومنجم لكل شهوة، فكم فسد بسبب النظر من عابد، وضعف بسببه عزم زاهد، وكم انتكس بسببه من طائع، وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة والعياذ بالله. فالعين مرآةُ القلب، فإذا غضَّ العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وإرادته، فيقع الهوى والعشق في القلب، ونقشت فيه صور تلك المحرمات من المرئيات، فشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.
ولذلك جاء الأمر الإلهي للمؤمنين والمؤمنات كافة بغض البصر وحفظه، قال الله جل وعلا: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما تصنعون (30) وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) (31)، وقال تعالى: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)، فأمر الله في هذه الآيات بغض البصر وقدم الأمر به على حفظ الفرج لأنه بريد الزنا، فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، فأول الأمر تكون نظرة، ثم خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة، فالنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
كل الحوادث مبدأها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوسٍ ولا وتر
والعبد ما دام ذا عينٍ يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقتله ما ضر مهجته
لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضرر
ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات. ولذلك لقد أجمعت الأمة واتفقت على تحريم نظر الرجال إلى النساء الأجنبيات، وهم من ليس بينهم رحم بالنسب أو الرضاع، ولذلك لما نظر الفضل بن عباس إلى امرأة حول النبي صلى الله عليه وسلم وجهه إلى الشق الآخر. رواه أبو داود.
وفي هذا المعنى أدلة متكاثرة ونصوص متضافرة تدل على وجوب غض البصر عما حرم الله من النساء والعورات. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). متفق عليه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم.
وعن جرير بن عبدالله قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري) رواه مسلم، وعند أبي داود أنه قال له: (اصرف بصرك). وقال عليه الصلاة والسلام: (يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الأخرى) رواه أحمد والترمذي. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (العينان تزنيان، وزناهما النظر) متفق عليه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (النظرة سهم مسموم) رواه أحمد والحاكم.
فأين أنت أخي المسلم من الثواب العظيم من ربنا الكريم إذا صرفت بصرك وأطعت ربك فأبشر بوعد من ربك (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (40) فإن الجنة هي المأوى (41))، فمتع نظرك بقراءة القرآن وأطلق بصرك ليرى عظمة الرحمن وتفكر في صنعة ربنا الديان، لتزيد من حسناتك، ويكفر الله عنك سيئاتك، واغضض بصرك عما حرم الله، تهنأ نفسك وتؤجر على عملك وتجد حلاوة ذلك في قلبك.
| |
|