تحـية طيبـة لكـل أعضاء و زوار و مـرتادي 乂- مـنتدى الـعلوم و المـعلومات الـعامة - 乂 وبـعد ، اليوم أقدم لكم موضوعا حصريا يناقش حاسة السمع و أتمنى أن ينال إعجابكم
أولا : حاسة السمع
السمع نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عباده فهو الوسيلة الأولى للتعلم عند الإنسان و لذلك قدمه القرآن الكريم على البصر و الفؤاد في قوله تعالى « و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع و الأبصار و الإفئدة لعلكم تشكرون » . فاول ما يولد الإنسان تكون حاسة السمع لديه هي أول حاسة تؤدي و ظيفتها فعلى المسلم ان يحرص على سماع ما ينفعه و ان يصاحب أهل العلم و الصلاح و يحسن الإصغاء إلى ما يقولون ، و ان كان القرآن الكريم أحسن الحديث كما قال تعالى « الله نزل أحسن الحديث كتبا متشابها مثانى » . فقد امر الله المسلمين بحسن الإستماع و الإنصات إليه قال عز وجل « و إذا قرء القرءان فإستمعوا له و انصتوا » .
ثانيا : المحافظة على حاسة السمع وضع الإسلام منهجا متكاملا يحفظ سمع المسلم من كل رذيلة ومن توجيهاته في هذا المجال : أ. البعد عن مواطن اللغو و تجنب مخالطة أهله قال تعالى : « و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنا أعمالمنا و لكم أعمالكم سلم عليكم لا نبتغي الجاهلين » . ب. تحريم التجسس على الناس فقد حذر الإسلام من يفعل ذلك و انذره بأسوء العواقب عن أبي عباس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « ومن آستمع إلى الحديث قوم و هم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الأنك يوم القيامة » . ج. الإعراض عن سماع الغيبة و زجر بها عن كعب بن مالك ان رسول الله صلى اله عليه و سلم قال : ما فعل كعب بن مالك ؟ قال رجل من بني سلمة : يا رسول الله حبسه برادة و نظره في عطيه فقال معاذ بن حنبل رضي الله عنه بئس ما قلتو الله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا سكت رسول الله صلى الله عليه و سلم . فمعاذ بن حنبل رضي الله عنه لم يكتف بالإعراض عن سماع الغيبة بل دافع عن عرض أخيه و نهر المغتاب بقوله : « بئس ما قلت » . د. البعد عن المجالس الأشرار فالإنسان الشرير كلامه شر فمن جالسه و إستمع له لم ينل منه إلا ما يسوء فعن انس رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه . و لذلك فعلى المسلم ان يحظ سمعه لا يجالس من يخوضون ي أعراض الناس أو من يستهزؤن بدين الله و لا يشغل نفسه بسماع الأغاني الفاشة التي تشجع على السوق و الفجور و تدمرالقيم و الأخلاق.