الصحة الجيدة
تعني أكثر من مجرد الخلو من الأمراض
عندما تعمل عقولنا وأجسامنا بكفاءة فهذا شيء جيد وإيجابي في حياتنا، لأنه يساعدنا على مواجهة كل ما تلقيه الحياة على عاتقنا من مصاعب. ولكن يحدث أن تواجهنا أوقات على الرغم من جهودنا المتواصلة وطاقاتنا العالية، نعاني فيها مرضاً أو إحباطاً أو ضغوطاً عصبية أو انخفاضاً في الحالة المزاجية.
ولكن إذا بذلت كل ما تستطيع من أجل شحذ طاقاتك فسوف تتعافى بسرعة، والأكثر من هذا كله هو تكييف أسلوبك في تناول الطعام في مثل هذه المواقف. ومن هنا تستطيع مساعدة جسمك على التغلب على هذه المتاعب بسرعة أكثر.
وهذا لا يعني تجنب استشارة الطبيب أو خبراء الصحة والتغذية في الوقت الذي تكون في حاجة فعلية إلى استشارتهم، ولكن إدخال تغييرات جذرية في حياتك بإتباعك أسلوب حياة صحي يزيد من فاعلية أي علاج تتبعه.
ويعتقد الخبراء بصورة متزايدة أن الكثير من الأمراض والمتاعب الصحية التي نعاني منها في مجتمعاتنا المتحضرة هي نتاج أسلوب الحياة الذي نتبعه وإن كان بصورة جزئية.
يشير الخبراء بصفة خاصة إلى مظهرين رئيسين بصفة خاصة ألا وهما النظام الغذائي المتبع والنشاط البدني أو بالأحرى قلة النشاط البدني، ولقد أكد التطور على مدار ملايين السنين أن الإنسان لديه القدرة التي تسلحه وتمكنه من أن يحافظ على بقائه في بيئة يتم فيها الحصول على الغذاء من مصادر متنوعة، وعادة ما يكون ذلك مع بذل المزيد من النشاط البدني وتناول أقل قدر من الأغذية المطهوة والسابقة التجهيز.
وحتى وقت قريب لم تكن ممارسة النشاط البدني أمراً أساسياً له مكان في جدول حياتنا اليومي، فعلى الرغم من أن كل منا يعيش يومه بطريقة مختلفة، إلا أننا لم يعد لدينا الوقت الكافي الذي نستطيع فيه تكييف أجسامنا على التكيف مع التغير المأساوي في أسلوب حياتنا، لذا فلا غرابة أن نجد أنفسنا نعاني من أنواع من المتاعب الصحية وأمراض لم يتعرض لها أجدادنا من قبل رغم أنهم كانوا يعيشون حياة خشنة صعبة بالنسبة للحياة الناعمة المرفهة التي نعيشها الآن